الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَّا جُنَاحَ عَلَيۡهِنَّ فِيٓ ءَابَآئِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآئِهِنَّ وَلَآ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ أَخَوَٰتِهِنَّ وَلَا نِسَآئِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّۗ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدًا} (55)

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا جناح عليهن في آبائهن } حتى بلغ { ولا نسائهن } قال : أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله { نسائهن } يعني نساء المسلمات { أو ما ملكت أيمانهن } من المماليك والاماء ، ورخص لهن أن يروهن بعد ما ضرب عليهن الحجاب .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { لا جناح عليهن في آبائهن } ومن ذكر معهن أن يروهن يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن سعد عن الزهري رضي الله عنه أنه قيل له : من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل : فسائر الناس ؟ قال : كن يحتجبن منه ، حتى إنهن ليكلمنه من وراء حجاب ، وربما كان ستراً واحداً ، إلا المملوكين والمكاتبين ، فإنهن كن لا يحتجبن منهم .

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن أبي جعفر محمد بن علي ، أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كان لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضي الله عنهما : أن رؤيتهما لهن لحل .

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضي الله عنه قال : بلغ ابن عباس رضي الله عنهما أن عائشة رضي الله عنها احتجبت من الحسن رضي الله عنه فقال : إن رؤيته لها لتحل .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { لا جناح عليهن . . . } الآية . قال : لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتانها لأبنائهما .