فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَّا جُنَاحَ عَلَيۡهِنَّ فِيٓ ءَابَآئِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآئِهِنَّ وَلَآ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ أَخَوَٰتِهِنَّ وَلَا نِسَآئِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّۗ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدًا} (55)

قوله تعالى : { لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهم } . .

{ لا جناح عليهن في آبائهن } لا إثم على أزواج النبي في ترك الحجاب من آبائهن .

{ ولا نسائهن } نساء المؤمنات .

{ واتقين الله } أطعنه واستدمن العمل الذي يرضاه . { لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهم } لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ونحن أيضا نكلمهن من وراء حجاب ؟ فنزلت هذه الآية . . ذكر الله تعالى في هذه الآية من يحل للمرأة البروز له ، ولم يذكر العم والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين ، وقد يسمى العم أبا ، قال الله تعالى : . . ) نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل . . ( {[3661]} وإسماعيل كان العم ، قال الزجاج : العم والخال ربما يصفان المرأة لولديهما ، فإن المرأة تحل لابن العم وابن الخال فكره لهما الرؤية ، وقد كره الشعبي وعكرمة أن تضع المرأة خمارها عند عمها أو خالها ، . .

{ واتقين الله } . . كأنه قال : اقتصرن على هذا واتقين الله في أن تتعدينه إلى غيره ، وخص النساء بالذكر ، وعينهن في هذا الأمر ، لقلة تحفظهن وكثرة استرسالهن ، والله أعلم- {[3662]}{ إن الله كان على كل شيء شهيدا } فليترسخ اليقين ، وليتأكد التصديق بأن الله المعبود ، السميع البصير حاضر لا يغيب ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره ، فإنه سبحانه سيجازي على الأعمال بحسبها : )وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين( {[3663]} [ واخشينه في الخلوة والعلانية ، فإنه شهيد . . . فراقبن الرقيب ]{[3664]} .


[3661]:سورة البقرة. من الآية 133.
[3662]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن.
[3663]:سورة يونس. الآية 61.
[3664]:ما بين العلامتين[ ] مما أورد ابن كثير.