ثم قال تعالى : { لا جناح عليهن في آبائهن } أي : لا إثم على أزواج النبي في الظهور إلى آبائهن ولا إلى من ذكر بعد ذلك من ذوي المحارم . قال مجاهد : معناه : لا إثم عليهن في أن تضع الجلباب ومعها من ذكر{[55675]} . وقال قتادة : رخص لهؤلاء أن لا يحتجبن منهم{[55676]} .
وهذا القول أليق بسياق الآية . والآية عامة في أزواج النبي عليه السلام وأزواج المؤمنين ألا يحتجب من الآباء ولا من الأبناء ولا من الإخوة ولا من أبناء الإخوة .
قال الشعبي : ولم يذكر في ذلك العم حذارا من أن يصفهن لأبنائه{[55677]} .
وكره الشعبي وعكرمة أن تضع خمارها عند عمها وخالها ، لأنهما يصفانها إلى ابنيهما{[55678]} ، ونكاحها إلى كل واحد من ابنيهما يحل . وقيل : إنما لم يذكر العم والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين{[55679]} . وقوله : { ولا نسائهن } أي : ولا يحتجبن من نساء المؤمنين .
وقال ابن زيد : هذا كله في الزينة ، وقوله : { ولا نسائهن } يعني المؤمنات الحرائر ، قال : لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى شيء من عورات المرأة{[55680]} .
ثم قال تعالى : { ولا ما ملكت آيمانهن }{[55681]} يعني المماليك .
قال ابن زيد : كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتجبن من المماليك .
قيل : إن ذلك في النساء من المماليك خاصة{[55682]} .
وقيل : في النساء والرجال من المماليك{[55683]} .
ثم قال تعالى : { واتقين الله } أي : وخفن الله أن تتحدين في ما حد الله لكن في الحجاب .
{ إن الله كان على كل شيء شهيدا } هو شاهد على ما تفعلنه من حجابكن وغير ذلك من أموركن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.