الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّا جُنَاحَ عَلَيۡهِنَّ فِيٓ ءَابَآئِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآئِهِنَّ وَلَآ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ أَخَوَٰتِهِنَّ وَلَا نِسَآئِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّۗ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدًا} (55)

ثم قال تعالى : { لا جناح عليهن في آبائهن } أي : لا إثم على أزواج النبي في الظهور إلى آبائهن ولا إلى من ذكر بعد ذلك من ذوي المحارم . قال مجاهد : معناه : لا إثم عليهن في أن تضع الجلباب ومعها من ذكر{[55675]} . وقال قتادة : رخص لهؤلاء أن لا يحتجبن منهم{[55676]} .

وهذا القول أليق بسياق الآية . والآية عامة في أزواج النبي عليه السلام وأزواج المؤمنين ألا يحتجب من الآباء ولا من الأبناء ولا من الإخوة ولا من أبناء الإخوة .

قال الشعبي : ولم يذكر في ذلك العم حذارا من أن يصفهن لأبنائه{[55677]} .

وكره الشعبي وعكرمة أن تضع خمارها عند عمها وخالها ، لأنهما يصفانها إلى ابنيهما{[55678]} ، ونكاحها إلى كل واحد من ابنيهما يحل . وقيل : إنما لم يذكر العم والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين{[55679]} . وقوله : { ولا نسائهن } أي : ولا يحتجبن من نساء المؤمنين .

وقال ابن زيد : هذا كله في الزينة ، وقوله : { ولا نسائهن } يعني المؤمنات الحرائر ، قال : لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى شيء من عورات المرأة{[55680]} .

ثم قال تعالى : { ولا ما ملكت آيمانهن }{[55681]} يعني المماليك .

قال ابن زيد : كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتجبن من المماليك .

قيل : إن ذلك في النساء من المماليك خاصة{[55682]} .

وقيل : في النساء والرجال من المماليك{[55683]} .

ثم قال تعالى : { واتقين الله } أي : وخفن الله أن تتحدين في ما حد الله لكن في الحجاب .

{ إن الله كان على كل شيء شهيدا } هو شاهد على ما تفعلنه من حجابكن وغير ذلك من أموركن .


[55675]:انظر: جامع البيان 22/41 والمحرر الوجيز 13ـ97
[55676]:انظر: جامع البيان 22/42، وأحكام ابن العربي 3/1581
[55677]:انظر: المصدرين السابقين، والمحرر الوجيز 13ـ97، والبحر المحيط 7ـ248
[55678]:انظر: جامع البيان 22/49، والمحرر الوجيز 13ـ97، والجامع للقرطبي 14ـ231، والبحر المحيط 7/248 وتفسير ابن كثير 3ـ 507
[55679]:هو قول الزجاج في معانيه 4/236
[55680]:انظر: جامع البيان 22/42
[55681]:أ: "أو ما ملكت أيمانهن" وهو خطأ
[55682]:انظر: جامع البيان 22/42
[55683]:هو قول الطبري في جامع البيان 22/42