النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا} (60)

قوله : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم الزناة ، قاله عكرمة والسدي .

الثاني : أصحاب الفواحش والقبائح ، قاله سلمة بن كهيل .

وفي قوله : { لَّئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ } قولان :

أحدهما : عن إيذاء نساء المسلمين قاله الكلبي .

الثاني : عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق ، قاله الحسن وقتادة .

{ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ } فيهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم الذين يكاثرون النساء ويتعرضون لهن ، قاله السدي .

الثاني : أنهم الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف به قلوب المؤمنين وتقوى به قلوب المشركين ، قاله قتادة .

الثالث : أن الإرجاف التماس الفتنة ، قاله ابن عباس . وسميت الأراجيف لاضطراب الأصوات بها وإفاضة الناس فيها .

{ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : معناه لنسلطنك عليهم ، قاله ابن عباس .

الثاني : لنعلمنك بهم ، قاله السدي .

الثالث : لنحملنك على مؤاخذتهم ، وهو معنى قول قتادة .

{ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً } قيل بالنفي عنها ، وقيل الذي استثناه ما بين قوله لهم اخرجوا وبين خروجهم .