فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا} (60)

{ ينته } يكف .

{ المنافقون } الذين يظهرون الإسلام ويخفون الكفر .

{ في قلوبهم مرض } يحبون الكفر والفسوق .

{ والمرجفون } الناشرون أخبار السوء ، المروجون الأكاذيب المؤذية .

{ لنغرينك بهم } لندعونك إلى قتالهم .

{ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا } توعد الله تعالى الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بالمقت والإبعاد من الرحمة ، والمصير إلى العذاب العظيم ، ثم توعدهم بالنكال في الدنيا إن لم يرجعوا عن غيهم وسفههم ، وما لم يكفوا عن إيذاء المسلمين في أعراضهم ، والافتراء عليهم وترويعهم ، فهو تحذير وإنذار للمنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، ويقولون آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ، وكذا الذين في قلوبهم زيغ أو ريب ، أو يحبون الزنا وشيوع الفاحشة ، والذين ينشرون أخبار السوء بين المؤمنين ، ويروجون الأكاذيب المؤذية التي تروع المسلمين ، وعن أبي رزين قال : { المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة } هم شيء واحد ، يعني أنهم قد جمعوا هذه الأشياء ، والواو مقحمة . اه .

{ لنغرينك بهم } أي لنسلطنك عليهم فتستأصلهم بالقتل . . . وقال محمد ابن يزيد : قد أغراه بهم في الآية التي تلي هذه مع اتصال الكلام بها ، وهو قوله عز وجل : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا }