غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا} (60)

41

ولما أوعدهم بعذاب الآخرة خوّفهم بعقاب الدنيا قائلاً { لئن لم ينته المنافقون } عن الإيذاء { والذين في قلوبهم مرض } وهم الضعفة الإيمان أو الزناة وأهل الفجور { والمرجفون } في مدينة الرسول وهم الخائضون في أخبار السوء من غير حقيقة ، سمي بذلك لكونه خبراً متزلزلاً غير ثابت من الرجفة وهي الزلزلة . روي أن ناساً كانوا إذا خرجت سرايا رسول الله يوقعون في الناس أنهم قتلوا أو هزموا وكانوا يقولون قد أتاكم العدوّ ونحو ذلك . ومعنى { لنغرينك بهم } لنسلطنك عليهم وهو مجاز من قولهم : أغريت الجارحة بالصيد . المراد لنأمرنك بأن تفعل ما يضطرهم إلى الجلاء ثم لا يساكنونك في المدينة إلا زمناً قليلاً ريثما يتأهبون فيرتحلون بأنفسهم وعيالهم . ومعنى " ثم " تراخي الرتبة كأنه يفعل بهم أفاعيل تسوءهم إلى أن يبلغ حد الاضطرار فيزعجهم ، ويجوز أن يكون { قليلاً } منصوب على الحال أيضا ومعناه لا يجاورونك إلا أقلاء أذلاء ملعونين . وفي قوله { لا يجاورونك } عطف على جواب القسم كأنه قيل : إن لم ينتهوا لا يجاورونك .

/خ73