ثم قال تعالى : { قال رب اغفر لي } أي : استر علي ذنبي الذي أذنبت{[58339]} ] . بيني وبينك .
{ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد } أي : لا تسلبنيه{[58340]} كما سلبنيه هذا الشيطان . قاله قتادة{[58341]} .
وقيل : المعنى : لا يكون مثله لأحد من بعدي{[58342]} .
{ إنك أنت الوهاب } أي : تهب ما تشاء لمن تشاء .
وقيل : المعنى : أعطني فضيلة ومنزلة .
روى أبو عبيد{[58343]} في كتابه مواعظ الأنبياء أن سليمان عليه السلام لما بنى مسجد بيت المقدس ودخله خر ساجدا شكرا لله عز وجل وقال : يا رب ، من دخله من تائب فَتُبْ عليه ، أو مستغفر فاغفر له ، أو سائل فأعطه .
قال : ولما مات داود عليه السلام أوحى الله إلى سليمان أن سَلْنِي حاجتك . قال : أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي ، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلبي أبي . فقال الله جل ذكره : أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته ، فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني ، وأن أجعل قلبه يحبني ! لأهَبَنَّ له مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده . فوفقه الله إلى أن سأل ذلك فأعطاه ذلك{[58344]} ، وفي الآخرة لا حساب عليه فيه .
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أرأيتم سليمان وما أُعطي من ملكه فإنه لم يرفع رأسه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله عز وجل " {[58345]} .
وروى أبو عبيد أن نملة قالت لسليمان : إني{[58346]} على قدري أشكر لله منك ! وكان على فرس ذنوب{[58347]} فخر عنه ساجدا : ( ثم قال : لولا أن أبخلك لسألتك أن تنزع عني ما أعطيتني ){[58348]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.