النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (53)

قوله عز وجل : { قُلْ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } أي أسرفوا على أنفسهم في الشرك .

ويحتمل ثانياً : أسرفوا على أنفسهم في ارتكاب الذنوب مع ثبوت الإيمان والتزامه { لا تقنطوا من رحمة الله } أي لا تيأسوا من رحمته .

{ إن الله يغفر الذنوب جميعاً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يغفرها بالتوبة منها ، قاله الحسن .

الثاني : يغفرها بالعفو عنها إلا الشرك .

الثالث : يغفر الصغائر باجتناب الكبائر .

{ إنه هو الغفور الرحيم } قيل نزلت هذه الآية والتي بعدها في وحشي قاتل حمزة ، قاله الحسن{[2377]} والكلبي ، وقال علي عليه السلام : ما في القرآن آية أوسع منها . وروى ثوبان قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أحب أن لي الدنيا وما عليها بهذه الآية " .


[2377]:وهو مروى عن ابن عباس وعناء، وقيل نزلت في قوم من المسلمين أسرفوا على أنفسهم في العبادة وخافوا ألا يتقبل منهم لذنوب سبقت لهم في الجاهلية. وقيل غير ذلك.