بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (53)

{ قُلْ يا عبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ } يعني : أسرفوا بالذنوب على أنفسهم . قرأ نافع ، وابن كثير ، وعاصم ، وابن عامر ، { قُلْ يا عبادي } بفتح الياء ، والباقون بالإرسال . وهما لغتان ، ومعناهما واحد ، { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله } أي : لا تيأسوا من مغفرة الله ، { إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً } الكبائر ، وغير الكبائر إذا تبتم ، { إِنَّهُ هُوَ الغفور } لمن تاب ، { الرحيم } بعد التوبة لهم . وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة . قال : أصاب قوم في الشرك ذنوباً عظاماً ، فكانوا يخافون أن لا يغفر الله لهم ، فدعاهم الله تعالى بهذه الآية : { قُلْ يا عبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ } . وقال مجاهد : { قُلْ يا عبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ } بقتل الأنفس في الجاهلية . وقال في رواية الكلبي : نزلت الآية في شأن وحشي . يعني : أسرفوا على أنفسهم بالقتل ، والشرك ، والزنى . لا تيأسوا { مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً } لمن تاب . وقال ابن مسعود : " أرجى آية في كتاب الله هذه الآية . وهكذا قال عبد الله بن عمرو بن العاص . وروي عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : فيها عظة " .