مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (53)

{ قُلْ ياعبادى الذين } وبسكون الياء : بصري وحمزة وعلي { أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ } جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والغلو فيها { لاَ تَقْنَطُواْ } لا تيأسوا ، وبكسر النون : علي وبصري { مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذنوب جَمِيعاً } بالعفو عنها إلا الشرك ، وفي قراءة النبي عليه السلام يغفر الذنوب جميعاً ولا يبالي ، ونظير نفي المبالاة نفي الخوف في قوله { وَلاَ يَخَافُ عقباها } [ الشمس : 16 ] . قيل : نزلت في وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه ، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية " { إِنَّهُ هُوَ الغفور } بستر عظائم الذنوب { الرحيم } بكشف فظائع الكروب