تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (53)

{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } نزلت في مشركي مكة وذلك أن الله عز وجل أنزل في الفرقان :{ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } الآية فقال وحشي ، مولى المطعم بن عدي بن نوفل : إني قد فعلت هذه الخصال فكيف لي بالتوبة فنزلت فيه :{ إلا من تاب وآمن وعملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } [ الفرقان :70 ] فأسلم وحشي ، فقال مشركو مكة قد قبل من وحشي توبته ، وقد نزل فيه ولم ينزل فينا فنزلت في مشركي مكة :{ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } يعني بالإسراف : الشرك والقتل والزنا فلا ذنب أعظم إسرافا من الشرك { لا تقنطوا } يقول : لا تيأسوا { من رحمة الله } لأنهم ظنوا ألا توبة لهم { إن الله يغفر الذنوب جميعا } يعني الشرك والقتل والزنا الذي ذكر في سورة الفرقان { إنه هو الغفور الرحيم } آية لمن تاب منها