النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَيَقُولُونَ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَٱسۡمَعۡ غَيۡرَ مُسۡمَعٖ وَرَٰعِنَا لَيَّۢا بِأَلۡسِنَتِهِمۡ وَطَعۡنٗا فِي ٱلدِّينِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا وَٱسۡمَعۡ وَٱنظُرۡنَا لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَقۡوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (46)

قوله تعالى : { … وَاسْمَع غَيْرَ مُسْمَعٍ } فيه قولان :

أحداهما : معناه : اسمع لا سمعت ، وهو قول ابن عباس ، وابن زيد .

والثاني : أنه غير مقبول منك ، وهو قول الحسن ، ومجاهد .

{ وَرَاعِنَا{[649]} لَيَّاً بِأَلْسِنَتِهِم } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن هذه الكلمة كانت سَبّاً في لغتهم ، فأطلع الله نبيّه عليها فنهاهم عنها .

والثاني : أنها كانت تجري مجرى الهُزءِ .

والثالث : إنها كانت تخرج مخرج الكِبر .


[649]:- كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا، أي التفت إلينا وهي من المراعاة، وكان هذا بلسان اليهود سبا أي أسمع لأسمعت فنهي الله عن ذلك.