تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَيَقُولُونَ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَٱسۡمَعۡ غَيۡرَ مُسۡمَعٖ وَرَٰعِنَا لَيَّۢا بِأَلۡسِنَتِهِمۡ وَطَعۡنٗا فِي ٱلدِّينِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا وَٱسۡمَعۡ وَٱنظُرۡنَا لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَقۡوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (46)

{ يحرفون الكلم عن مواضعه } قال الحسن : حرفوا كلام الله ، وهو الذي وضعوا من قبل أنفسهم من الكتاب ، ثم ادعوا أنه من كتاب الله { ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع } تفسير الحسن : غير مسمع منا ما تحب . قال محمد : قيل في قوله : { غير مسمع } كانوا يقولونه سرا في أنفسهم { وراعنا ليا بألسنتهم } قد مضى تفسير { وراعنا } في سورة البقرة . قال محمد { ليا } أصله : لويا ، ولكن الواو أدغمت في الياء ، ومعناه : التحريف ، أي يحرفون [ راعنا إلى ما ] في قلوبهم من السب والطعن على النبي صلى الله عليه وسلم { وطعنا في الدين } في الإسلام { ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا } حتى نتفهم { لكان خيرا لهم وأقوم } لأمرهم { ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا } قال قتادة : قل من آمن من اليهود .