قوله : ( مِّنَ الذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) الآية [ 46 ] .
المعنى أن " من " متعلقة ب( الذِينَ أُوتُوا نَصِيباً ) أي هم من الذين هادوا . وقيل : المعنى من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم( {[12578]} ) . وقيل : المعنى من الذين هادوا من يحرفون الكلم . حكي عن العزيز يقول أي : من يقول ذلك( {[12579]} ) .
وقيل : " من " متعلقة بنصير ، أي : وكفى بالله نصيراً من هؤلاء القوم ، أي : ينتصر منهم في الآخرة ، فاكتفوا بنصرته منهم أيها المؤمنون( {[12580]} ) .
واختار قوم أن يكون المحذوف من كما قال : ( وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ )( {[12581]} ) أي : من له ، كما يقول له : منا يقول ذلك ، ومنا لا يقوله ، أي : من يقوله ومن لا يقوله( {[12582]} ) ومذهب سيبويه تقدير قوم كما ذكرنا أولاً( {[12583]} ) .
واختار أهل التفسير أن يكون( {[12584]} ) " من " متعلقة بالذين أوتوا نصيباً من الكتاب " ( {[12585]} ) .
ومعنى ( ايُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ ) أي : يتأولونها على غير وجهها ، ويعدلونها عن ظاهرها ، والكلم هنا كلام النبي عليه السلام ، وقال مجاهد : الكلم كلم التوراة يبدلونها ، وهو( {[12586]} ) جمع كلمة .
( وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) : يقولون لمحمد صلى الله عليه وسلم : سمعنا قولك ، وعصينا أمرك ، يخفون العصيان ، ويظهرون السمع والطاعة إذا أرادوا أن يكلموه ، قال : ( وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ) أي : يقولون في أنفسهم : لا سمعت ، يقولون ( رَاعِنَا ) يوهمونهم أنهم يريدون : أرعنا سمعك ، وهم يريدون به الرعونة في لغتهم .
وقيل معنى( {[12587]} ) ( وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ) أي : اسمع غير مقبول منك ، ويلزم قائل هذا أن يقول غير مسموع منك . ومعنى ( لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ) أي : تحريفاً إلى السب والاستخفاف .
وقيل : كانوا يريدون بقولهم ( رَاعِنَا ) أي : راعينا مواشينا ، ويوهمون( {[12588]} ) أنهم يريدون راعنا ، أي : انتظرنا وارفق بنا ، وإنما يريدون الرعي رعي المواشي عن طريق الهزء والاستخفاف والمغالطة .
قوله : ( وَلَوَ اَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) أي : سمعنا قولك وأطعنا أمرك ( وَاسْمَعْ ) أي : اسمع منا ( وَانْظُرْنَا ) أي : انتظرنا نفهم عنك ما تقول لكان ذلك [ خَيْراً لَّهُمْ( {[12589]} ) ] وَأَقْوَمَ )( {[12590]} ) أي وأعدل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.