تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَيَقُولُونَ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَٱسۡمَعۡ غَيۡرَ مُسۡمَعٖ وَرَٰعِنَا لَيَّۢا بِأَلۡسِنَتِهِمۡ وَطَعۡنٗا فِي ٱلدِّينِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا وَٱسۡمَعۡ وَٱنظُرۡنَا لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَقۡوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (46)

{ من الذين هادوا } ، يعني اليهود ، { يحرفون الكلم عن مواضعه } ، يعني بالتحريف نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، عن مواضعه ، عن بيانه في التوراة ، ليا بألسنتهم ، { ويقولون } للنبي صلى الله عليه وسلم { سمعنا } قولك { وعصينا } أمرك ، فلا نطيعك ، { واسمع } منا يا محمد تحدثك { غير مسمع } منك قولك يا محمد ، غير مقبول ما تقزل ، { وراعنا } ، يعني ارعنا سمعك ، { ليا بألسنتهم وطعنا في الدين } ، يعني دين الإسلام ، يقولون : إن دين محمد ليس بشيء ، ولكن الذي نحن عليه هو الدين .

يقول الله عز وجل : { ولو أنهم قالوا سمعنا } قولك { وأطعنا } أمرك { واسمع } منا { وانظرنا } حتى نحدثك يا محمد ، { لكان خيرا لهم } من التحريف والطعن في الدين ومن راعنا ، { وأقوم } ، يعني وأصوب من قولهم الذي قالوا ، { ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا } ، والقليل الذي آمنوا به ، إذ يعلمون أن الله ربهم ، وهو خالقهم ورازقهم ، ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، نزلت في رفاعة بن زيد بن السائب ، ومالك بن الضيف ، وكعب بن أسيد ، كلهم يهود ، مثلها في آخر السورة .