بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (21)

ثم قال عز وجل : { سَابِقُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ } يعني : سارعوا بالأعمال الصالحة . ويقال : بادروا بالتوبة . وقال مكحول : سابقوا إلى تكبيرة الافتتاح { وَجَنَّةٍ } يعني : إلى جنة { عَرْضُهَا كَعَرْضِ السماء والأرض } يعني : لو ألصقت بعضها على بعض . يعني : سبع سموات ، وسبع أرضين ، ومدت مد الأديم ، لكان عرض الجنة أوسع من ذلك ؛ وإنما بين عرضها ، ولم يبين طولها . ويقال : لو جعلت السماوات والأرض لكانت الجنة بعد ذلك . هذا مثل يعني : إنها أوسع شيء رأيتموه { أُعدّت للذين آمنوا بالله ورُسله } يعني : خلقت ، وهيئت للذين صدقوا بوحدانية الله تعالى ، وصدقوا برسله ، { ذلك فَضْلُ الله } يعني : ذلك الثواب فضل الله على العباد { يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } يعني : يعطيه من يشاء من عباده ، وهم المؤمنون ، { والله ذُو الفضل العظيم } يعني : ذو العطاء العظيم ، وذو المَنّ الجسيم .