{ ما قطعتم من لينة أو تكرتموها قائمة على أصولها فبإذن الله } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل على حصون بني النضير وهي البويرة حين نقضوا العهد بمعونة قريش عليه يوم أحد ، قطع المسلمون من نخلهم وأحرقوا ست نخلات ، وحكى محمد بن إسحاق أنهم قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة ، وكان ذلك عن إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأمره ، إما لإضعافهم بها أو لسعة المكان بقطعها ، فشق ذلك عليهم فقالوا وهم يهود أهل كتاب :يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الإصلاح ؟أفمن الصلاح حرق الشجر وقطع النخل{[2938]} ؟ وقال شاعرهم سماك اليهودي :
ألسنا ورثنا كتاب الحكيم *** على عهد موسى ولم نصدف
وأنتم رعاء لشاء عجاف *** بسهل تهامة والأخيف
ترون الرعاية مجداً لكم *** لدي كل دهر لكم مجحف
فيا أيها الشاهدون انتهوا *** عن الظلم والمنطق المؤنف
لعل الليالي وصرف الدهور *** يدلن عن العادل المنصف
بقتل النضير وإجلائها *** وعقر النخيل ولم تقطف
فأجابه حسان بن ثابت رضي الله عنه :
هم أوتوا الكتاب فضيعوه *** وهم عمي عن التوارة بور
كفرتم بالقرآن وقد أتيتم *** بتصديق الذي قال النذير
وهان على سراة بني لؤي *** حريق بالبويرة مستطير
ثم إن المسلمين جل في صدورهم ما فعلوه ، فقال بعضهم : هذا فساد ، وقال آخرون منهم عمر بن الخطاب : هذا مما يجزي الله به أعداءه وينصر أولياءه فقالوا يا رسول الله هل لنا فيما قطعنا من أجر ؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر ؟ ، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله تعالى :{ وما قطعتم من لينة } الآية . وفيه دليل على أن كل مجتهد مصيب .
أحدها : النخلة من أي الأصناف كانت ، قاله ابن حبان .
الثاني : أنها كرام النخل ، قاله سفيان .
الثالث : أنها العجوة{[2939]} خاصة ، قاله جعفر بن محمد وذكر أن العتيق والعجوة كانا مع نوح في السفينة ، والعتيق الفحل ، وكانت العجوة أصل الإناث كلها ولذلك شق على اليهود قطعها .
الرابع : أن اللينة الفسيلة لأنها ألين من النخلة ، ومنه قول الشاعر :
غرسوا لينها بمجرى معين *** ثم حفوا النخيل بالآجام
الخامس : أن اللينة جميع الأشجار للينها بالحياة ، ومنه قول ذي الرمة :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.