ثم قال : { ما قطعتم من لينة أو تركموها قائمة على أصولها فإذن الله } {[67849]} [ 5 ] .
أي : ما قطعتم من ألوان النخل {[67850]} أو تركتموها قائمة فلم تقطعوها . واللينة جمع ألوان النخل {[67851]} سوى {[67852]} العجوة {[67853]} ، قاله عكرمة {[67854]} ، وقاله يزيد بن رومان {[67855]} {[67856]} وقتادة وهو قول ابن عباس وابن جبير والزهري {[67857]} .
وقال مجاهد : اللينة : النخل كله من العجوة وغيرها {[67858]} ، وقال : نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل ، وقال : إنما هي مغانم المسلمين ، فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل قطع من قطع ، فاعلموا أن قطع منه وما ترك بإذن الله كان {[67859]} .
وقال ابن زيد اللينة : النخلة عجوة كانت أو غير عجوة {[67860]} .
وعن ابن عباس : اللينة : لون من النخيل {[67861]} .
وعن سفيان الثوري : اللينة : كرام النخل {[67862]} .
وقال أبو عبيدة : هي ألوان النخل ما لم تكن العجوة والبرني {[67863]} {[67864]} .
وروي : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصرهم فتحصنوا [ وأبوا أن يخرجوا ، قطع نخلهم وأحرقها ، فقالوا يا محمد أنت تنهى عن الفساد ] {[67865]} فما معنى هذا ؟ فوقع في قلوب المسلمين من ذلك شيء فأنزل الله عز وجل {[67866]} { وما قطعتم من لينة } " الآية {[67867]} {[67868]} .
وروى : أن أبا بكر {[67869]} نهى المسلمين عن قطع النخل [ حين ] {[67870]} وجه بهم لفتح الشام ، وإنما ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم [ أعلمهم ] {[67871]} أن الشام ستفتح {[67872]} عليهم ، فلما تيقن بفتحها لم يحتج إلى إخراب ما ينتفع به المسلمون .
والياء في " لينة " منقلبة عن واو/ لأنها من اللون ، وقيل هي مشتقة من لان يلين ، فتكون {[67873]} الياء أصلية غير منقلبة {[67874]} .
ومعنى : { فبإذن الله } أي : فبأمر الله قطعت نقمة من أعدائه وخزيا {[67875]} لهم وهو قوله : { وليخزي الفاسقين } ليذلهم {[67876]} ، وهم بنو النضير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.