تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيُخۡزِيَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (5)

{ وليخزي الفاسقين } الحشر يعني وليهن اليهود ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع ضرب من النخيل من أجود التمر يقال له اللين شديد الصفرة ترى النواة من اللحى من أجود التمر بغيب فيه الضرس ، والنخلة أحب إلى أحدهم من وضيف ، فجزع أعداء الله لما رأوا ذلك الضرب من النخيل يقطع ، فقالوا : يا محمد ، أوجدت فيما أنزل الله عليك الفساد في الأرض أو الإصلاح في الأرض ، فأكثروا القول ووجد المسلمون ذمامة من قطعهم النخيل خشية أن يكون فسادا .

فأنزل الله تعالى :{ ما قطعتم من لينة }وكانوا قطعوا أربع نخلات كرام عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم غير العجوة ،{ أو تركتموها قائمة على أصولها } هو كله { فبإذن الله } يعني بأمر الله { وليخزي الفاسقين } آية لكي يخزى الفاسقين وهم اليهود بقطع النخل ، فكان قطع النخل ذلا لهم وهوانا .

قال أبو محمد : قال الفراء : كل شيء من النخيل سوى العجوة فهو اللين .

قال أبو محمد : قال الفراء : حدثني حسان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخل كله إلا العجوة ذلك اليوم فكل شئ سوى العجوة فهو اللين .

وقال أبو محمد : وقال أبو عبيدة : اللين ألوان النخل سوى العجوة والبرني ، واحدتها لينة .