النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (22)

{ أفمن يمشيِ مُكِبّاً على وَجْهِه أهْدَى } هذا مثل ضربه اللَّه تعالى للهدى والضلالة ، ومعناه : ليس من يمشي مُكباً على وجهه ، ولا ينظر أمامه ولا يمينه ولا شماله . كمن يمشي سوياً معتدلاً ، ناظراً ما بين يديه وعن يمينه وعن شماله .

وفيه وجهان :

أحدهما : أنه مثل ضربه اللّه للمؤمن والكافر ، فالمكب على وجهه ، الكافر يهوي بكفره ، والذي يمشي سوّياً ، المؤمن يهتدي بإيمانه ، ومعناه : أمَّن يمشي في الضلالة أهدى أم من يمشي مهتدياً ، قاله ابن عباس .

الثاني : أن المكب على وجهه أبو جهل بن هشام ، ومن يمشي سوياً عمار بن ياسر ، قاله عكرمة .

{ على صراطٍ مستقيم } فيه وجهان :

أحدهما : أنه الطريق الواضح الذي لا يضل سالكه ، فيكون نعتاً للمثل المضروب .

الثاني : هو الحق المستقيم ، قاله مجاهد ، فيكون جزاء العاقبة الاستقامة وخاتمة الهداية .