النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ} (137)

قوله عز وجل : { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : يستقلون .

والثاني : يستذلون وهم بنو إِسرائيل .

{ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : يريد الشرق والغرب ، قاله ابن عيسى .

والثاني : أرض الشام ومصر ، قاله الحسن .

والثالث : أرض الشام وحدها شرقها وغربها ، قاله قتادة .

{ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } فيه قولان :

أحدهما : بالخصب .

والثاني : بكثرة الأنهار والأشجار والثمار .

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ } فيها قولان :

أحدهما : أن تمام كلمة الحسنى ما وعدهم من هلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض بقوله : { عَسَى رَبُّكُم أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُم وَيَسْتَخْلِفَكُم } وسماها الحسنى لأنه وعد بما يحبون .

والثاني : هو قوله تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم ما كَانُوا يَحْذَرُونَ } [ القصص : 5 ، 6 ] .

وفي قوله : { بِمَا صَبَرُواْ } وجهان :

أحدهما : بما صبروا على أذى فرعون .

والثاني : بما صبروا على طاعة الله .