بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ} (137)

فلم يتفكروا ولم يعتبروا بها حتى رجع موسى ببني إسرائيل ، فسكنوا أرض مصر فذلك قوله : { وَأَوْرَثْنَا القوم } يعني : بني إسرائيل { الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مشارق الأرض } أي : الأرض المقدسة { ومغاربها } يعني : الأردن وفلسطين . ويقال : { مشارق الأرض } يعني : الشام { ومغاربها } { التي بَارَكْنَا فِيهَا } يعني بالبركة الماء والثمار الكثيرة { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ الحسنى } يقول : وجبت نصرة ربك بالإحسان { على بَنِي إسرائيل } قال مجاهد : هو ظهور قوم موسى على فرعون وتمكين الله لهم في الأرض . وقال مقاتل : يعني : بالكلمة التي ذكرها في سورة القصص { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } [ القصص : 5 ] وقال الكلبي : { وتمت كلمة ربك } يعني : نعمة ربك الحسنى . يعني : أنهم يجزون { الحسنى } الجنة { بِمَا صَبَرُواْ } ولم يدخلوا في دين فرعون . ويقال : { وتمت كلمة ربك } أي : ما وعدهم الله من إهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض .

ثم قال : { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } يعني : أهلكنا ما كان يعمل فرعون ، وأبطلنا كيده ومكره . { وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } يعني : أهلكنا ما كانوا يبنون من البيوت والكروم . وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر { يَعْرِشُونَ } بضم الراء . وقرأ الباقون بالكسر ومعناهما واحد .