التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ} (137)

قوله تعالى : ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها )

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله : ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ) قال : التي بارك فيها الشام .

قال ابن كثير : و أخبر تعالى أنه أورث القوم الذين يستضعفون- وهم بنوإسرائيل- ( مشارق الأرض ومغاربها ) كما قال تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) ، وقال تعالى ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين ) .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض و مغاربها ) الآية . لم يبين هنا من هؤلاء القوم ، ولكنه صرح في سورة " الشعراء " بأن المراد بهم بنو إسرائيل لقوله في القصة بعينها( كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) الآية ، وأشار إلى ذلك هنا بقوله بعده( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل ) .

قوله تعالى ( و تمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل )الآية . لم يبين هنا هذه الكلمة الحسنى التي تمت عليهم ، ولكنه بينها في القصص بقوله ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله : ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل ) قال : ظهور قوم موسى على فرعون ، وتمكين الله لهم في الأرض ما ورثهم منها .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( وما كانوا يعرشون ) يقول : يبنون .