النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ} (9)

قوله عز وجل : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : تستنصرون .

الثاني : تستجيرون .

والفرق بين المستنصر والمستجير أن المستنصر : طالب الظفر ، والمستجير : طالب الخلاص .

والفرق بين المستغيث والمستعين أن المستغيث : المسلوب القدرة ، والمستعين الضعيف القدرة .

{ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } أي فأعانكم .

والفرق بين الاستجابة والإجابة أن الإجابة ما لم يتقدمها امتناع . { أَنَِّي مُمِدُّكُم بَأَلْفٍ منَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : مع كل ملك ملك ، وهو قول ابن عباس فتكون الألف ألفين . قال الشاعر{[1173]} :

إذا الجوزاء أردفت الثريّا *** ظننت بآل فاطمة{[1174]} الظنونا

الثاني : معناه متتابعين ، قاله السدي وقتادة .

الثالث : معنى مردفين أي ممدّين ، والإرداف إمداد المسلمين بهم ، قاله مجاهد .


[1173]:الشاعر هو خزيمة بن مالك بن نهد كما ذكر القرطبي.
[1174]:هي فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين انظر تفسير القرطبي 13/230. ويقول أحد الشعراء: فر جي الخير وانتظري أيابي إذا ما القارظ العنزي آبا أما القارظ الآخر فهو رحم بن عامر. والقارظ الذي يطلب المقرظ وهو ورق السلم يدبغ.