المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

3- وأنه تعالى قدر ربنا وعظمته ، ما اتخذ زوجة ولا ولداً .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

{ وأنه تعالى جد ربنا } قرأ أهل الشام والكوفة غير أبي بكر عن عاصم : { وأنه تعالى } بفتح الهمزة وكذلك ما بعده إلى قوله : { وأنا منا المسلمون }( الجن-13 ) وقرأ الآخرون بكسرهن ، وفتح أبو جعفر منها { وأنه } وهو ما كان مردوداً إلى الوحي ، وكسر ما كان حكاية عن الجن . والاختيار كسر الكل لأنه من قول الجن لقومهم فهو معطوف على قوله : { فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً } وقالوا : { وأنه تعالى } من فتح رد على قوله : { فآمنا به } وآمنا بكل ذلك ، ففتح أن لوقوع الإيمان عليه . { جد ربنا } جلال ربنا وعظمته ، قاله مجاهد وعكرمة وقتادة . يقال : جد الرجل ، أي : عظم ، ومنه قول أنس : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا ، أي : عظم قدره . وقال السدي : { جد ربنا } أي أمر ربنا . وقال الحسن : غنى ربنا . ومنه قيل للحظ ، جد ورجل مجدود . وقال ابن عباس : قدرة ربنا . قال الضحاك : فعله . وقال القرظي : آلاؤه ونعماؤه على خلقه . وقال الأخفش : علا ملك ربنا ، { ما اتخذ صاحبةً ولا ولداً } قيل : تعالى جلاله وعظمته عن أن يتخذ صاحبةً أو ولداً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

( وأنه تعالى جد ربنا ، ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) . .

والجد : الحظ والنصيب . وهو القدر والمقام . وهو العظمة والسلطان . . وكلها إشعاعات من اللفظ تناسب المقام . والمعنى الإجمالي منها في الآية هو التعبير عن الشعور باستعلاء الله - سبحانه - وبعظمته وجلاله عن أن يتخذ صاحبة - أي زوجة - وولدا بنين أو بنات !

وكانت العرب تزعم أن الملائكة بنات الله ، جاءته من صهر مع الجن ! فجاءت الجن تكذب هذه الخرافة الأسطورية في تسبيح لله وتنزيه ، واستنكاف من هذا التصور أن يكون ! وكانت الجن حرية أن تفخر بهذا الصهر الخرافي الأسطوري لو كان يشبه أن يكون ! فهي قذيفة ضخمة تطلق على ذلك الزعم الواهي في تصورات المشركين ! وكل تصور يشبه هذه التصورات ، ممن زعموا أن لله ولدا سبحانه في أية صورة وفي أي تصوير !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا} (3)

وقوله : { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا } قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { جَدُّ رَبِّنَا } أي : فعله وأمره وقدرته .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : جد الله : آلاؤه وقدرته ونعمته على خلقه .

وروي عن مجاهد وعكرمة : جلال ربنا . وقال قتادة : تعالى جلاله وعظمته وأمره . وقال السدي : تعالى أمر ربنا . وعن أبي الدرداء ، ومجاهد أيضا وابن جريج : تعالى ذكره . وقال سعيد بن جبير : { تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا } أي : تعالى ربنا .

فأما ما رواه ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ{[29367]} حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : الجد : أب . ولو علمت الجن أن في الإنس جدا ما قالوا : تعالى جَدّ ربنا .

فهذا إسناد جيد ، ولكن لست أفهم ما معنى هذا الكلام ؛ ولعله قد سقط شيء ، والله أعلم . وقوله : { مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا } أي : تعالى عن اتخاذ الصاحبة والأولاد ، أي : قالت الجن : تنزه الرب تعالى جلاله وعظمته ، حين أسلموا وآمنوا بالقرآن ، عن اتخاذ الصاحبة والولد .


[29367]:- (1) في م : "عبد الله بن سويد الكوفي".