الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (22)

ثم عدد تعالى نعمه فقال : { هو الذي يسيركم في البر والبحر }[ 22 ] وقرأ ابن عباس : ( ينثركم ){[30735]} من النثر : أي : يبسطكم برا وبحرا .

{ حتى إذا كنتم في الفلك }[ 22 ] : وهي السفن { وجرين بهم }{[30736]} [ 22 ] يعني : السفن بالناس{[30737]} . { بريح طيبة }[ 22 ] ، وفرح بذلك الناس { جاءتها ريح عاصف{[30738]} }[ 22 ] ، أي : جاءت السفن ريح .

وقيل : جاءت الريح الطيبة ريح عاصف ، والعاصف : الشديدة{[30739]} .

{ وجاءهم الموج من كل مكان }[ 22 ] أي : من كل جانب .

{ وظنوا أنهم أحيط بهم }[ 22 ] أي : أيقنوا بالهلاك{[30740]} .

{ دعوا الله مخلصين له الدين }[ 22 ] أي : أخلصوا الدعاء لله عز وجل ، دون أوثانهم ، وآلهتهم{[30741]} .

( و ) قيل : ( لأنهم ) يقولون : ( آهيا شراهيا ) : تفسيره : يا حي{[30742]} يا قيوم{[30743]} { لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين }[ 22 ] على نعمك{[30744]} ( وتخليصك ) ( إيانا مما نحن فيه ){[30745]} .


[30735]:وهي قراءة ابن عامر من السبعة، وأبي جعفر من العشرة، والآخرون بالسين والياء، وعزاها في معاني الفراء: 1/460 إلى زيد بن ثابت وانظر: جامع البيان 15/52، وإعراب النحاس 2/250، والسبعة 325، والمبسوط 233، والحجة 329، والكشف 1/516، والنشر 2/282، وفي شواذ القرآن 61 عن الحسن: أنه قرأ: (ينثركم).
[30736]:ساقط من ق.
[30737]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/50.
[30738]:ساقط من ط.
[30739]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/51، والمحرر 9/27، وانظر: اللسان (عصف).
[30740]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/51.
[30741]:انظر المصدر السابق.
[30742]:ط: مطموس من: يا حي إلى: الشاكرين.
[30743]:وهو قول أبي عبيدة في جامع البيان 15/51، وهي كلمة أعجمية بلا ريب كما قال الشيخ شاكر في هامش المصدر السابق 8.
[30744]:المصدر نفسه 15/52.
[30745]:ساقط من ط: والتصويب من الطبري.