تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَشَرَوۡهُ بِثَمَنِۭ بَخۡسٖ دَرَٰهِمَ مَعۡدُودَةٖ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّـٰهِدِينَ} (20)

يقول الله تعالى : { وشروه } ، يعنى : وباعوه ، { بثمن بخس } ، بثمن حرام لا يحل لهم بيعه ؛ لأنه حر ، وثمن الحر حرام وبيعه حرام ، { دراهم معدودة } ، وهي : عشرون درهما ، وكانت العرب تبايع بالأقل ، فإذا كانت أربعين فهي أوقية ، وما كان دون الأربعين ، فهي دراهم معدودة ، { وكانوا فيه } ، يعنى : الذين باعوه كانوا في يوسف { من الزاهدين } ، آية ، حين باعوه ، ولم يعلموا منزلة يوسف عند الله ، ومن أبوه ، ولو علموا ذلك ما باعوه .

فانطلق القوم حتى أتوا به مصر ، فبينا هو قريب منها ، إذ مر براكب منها يقال له : مالك بن دعر اللخمي ، قال له يوسف : أين تريد أيها الراكب ؟ قال : أريد أرض كنعان ، قال : إذا أتيت كنعان ، فأت الشيخ يعقوب فأقرئه السلام ، وصفني له ، وقل له : إني لقيت غلاما بأرض مصر ، ووصفه له ، وهو يقرئك السلام ، فبكى يعقوب ، عليه السلام ، ثم قال : هل لك إلى الله حاجة ؟ قال : نعم ، عندي امرأة ، وهي من أحب الخلائق إلي ، لم تلد مني ولدا قط ، فوقع يعقوب ساجدا ، فدعا الله ، فولد له أربعة وعشرون ذكرا ، وكان يوسف ، عليه السلام ، بأرض مصر ، فأنزل الله عليهم البركة ، ثم باعه المشتري من قطفير بن ميشا ، فقال يوسف : من يشتري ويبشر ، فاشتراه قطفير بن ميشا بعشرين دينارا وزيادة حلة ونعلين ، وأخذ البائع قيمة الدنانير دراهم .