تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعٗا فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيۡنَٰكُمۡۖ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَجَزِعۡنَآ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٖ} (21)

ثم قال سبحانه : { وبرزوا لله جميعا } ، يقول : وخرجوا من قبورهم إلى الله جميعا ، يعني بالجميع أنه لم يغادر منهم أحد إلا بعث بعد موته ، { فقال الضعفاؤا } ، وهم الأتباع من كفار بني آدم ، { للذين استكبروا } يعني للذين تكبروا عن الإيمان بالله عز وجل ، وهو التوحيد ، وهم الكبراء في الشرف والغنى القادة ، { إنا كنا لكم تبعا } لدينكم في الدنيا ، { فهل أنتم مغنون عنا } معشر الكبراء ، { من عذاب الله من شيء } ، باتباعنا إياكم .

{ قالوا } ، يعني قالت الكبراء للضعفاء : { لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا } ، ذلك أن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالوا نجزع من العذاب ، لعل ربنا يرحمنا ، فجزعوا مقدار خمسمائة عام ، فلم يغن عنهم الجزع شيئا ، ثم قالوا : تعالوا نصبر لعل الله يرحمنا ، فصبروا مقدار خمسمائة عام ، فلم يغن عنهم الصبر شيئا ، فقالوا عند ذلك : { سواء علينا } { أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } [ آية :21 ] من مهرب عنها .