تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (24)

{ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة } ، يعني حسنة ، يعني كلمة الإخلاص ، وهي التوحيد ، { كشجرة طيبة } ، يعني بالطيبة الحسنة ، كما أنه ليس في الكلام شيء أحسن ولا أطيب من الإخلاص ، قول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فكذلك ليس في الثمار شيء أحلى ولا أطيب من الرطبة ، وهي النخلة ، { أصلها ثابت } في الأرض ، { وفرعها } ، يعني رأسها ، { في السماء } [ آية :24 ] يقول : هكذا الإخلاص ينبت في قلب المؤمن ، كما تنبت النخلة في الأرض ، إذا تكلم بها المؤمن ، فإنها تصعد إلى السماء ، كما أن النخلة رأسها في السماء ، كما أن النخلة لها فضل على الشجر في الطول ، والطيب ، والحلاوة ، فكذلك كلمة الإخلاص لها فضل على سائر الكلام .