تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} (44)

ثم عظم نفسه جل جلاله ، فقال سبحانه : { تسبح له } ، يعني : تذكره ، { السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن شيء } ، يعني : وما من شيء ، { إلا يسبح بحمده } ، يقول : إلا يذكر الله بأمره ، يعني : من نبت ، إذا كان في معدنه ، { يسبحون بحمد ربهم } [ الزمر :75 ] ، كقوله سبحانه : { ويسبح الرعد بحمده } [ الرعد :13 ] ، يعني : بأمره ، من نبت ، أو دابة ، أو خلق ، { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } ، يقول : ولكن لا تسمعون ذكرهم لله عز وجل ، { إنه كان حليما } عنهم ، يعني : عن شركهم ، { غفورا } آية ، يعني : ذو تجاوز عن قولهم ، لقوله : { لو كان معه آلهة } كما يزعمون ، { إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } ، بأن الملائكة بنات الله ، حين لا يعجل عليهم بالعقوبة ، { غفورا } في تأخير العذاب عنهم إلى المدة ، مثلها في سورة الملائكة ، قوله سبحانه : { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا . . . } [ فاطر :41 ] آخر الآية ، { إنه كان حليما } ، يعني : ذو تجاوز عن شركهم ، { غفورا } في تأخير العذاب عنهم إلى المدة .