جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} (44)

{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّح بِحَمْدَهِ } إجماع السلف أن للأشياء تسبيحات{[2851]} لا يسمع [ لا يسمع الله إياه ] إلا من يسمع{[2852]} ، وقال المتأخرون لكل شيء تسبيح بلسان حاله وهو دلالته على صانع قديم واجب لذاته ، { وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } وفي البخاري عن ابن مسعود : " كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل " {[2853]} ، و الأحاديث الدالة على التسبيح القالي{[2854]} للحيوانات والجمادات كثيرة وفي مسند الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال : " إن نبي الله نوحا " ] {[2855]} ، لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال : " آمركما بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء " {[2856]} ، وعن ابن عباس وبعض من السلف{[2857]} إنما يسبح ما كان فيه روح من حيوانات ونبات ، { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا } : لا يعاجل من عصاه بالعقوبة ، { غَفُورًا } لمن رجع وتاب .


[2851]:في سنن النسائي نهى عليه الصلاة والسلام عن قتل الضفدع فقال: "نقيقها تسبيح" / 12 منه.
[2852]:ما بين المعكوفتين زيادة من حاشية النسخة.
[2853]:أخرجه البخاري في "المنقب" / باب: علامات النبوة في الإسلام (3579).
[2854]:أي: بلسان المقال.
[2855]:سقطت هذه العبارة من الكتاب فأثبناها هاهنا.
[2856]:والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (2/170) والبخاري في "الأدب المفرد) من طريق: الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم قال حماد: أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو... فذكره. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (6583): "إسناده صحيح على ما فيه من شك حماد بن زيد". وصححه الشيخ الألباني في "الصحيحة" وقال: "هذا سند صحيح".
[2857]:كالحسن والضحاك / 12.