{ يسئلونك ماذا ينفقون } من أموالهم ، وذلك أن الله أمر بالصدقة ، فقال عمرو بن الجموح الأنصاري من بني سلمة بن جشم بن الخزرج ، قتل يوم أحد ، رضي الله عنه ، قال : يا رسول الله ، كم ننفق ؟ وعلى من ننفق ؟ فأنزل الله عز وجل في قول عمرو : كم ننفق ؟ وعلى من ننفق ؟ : { يسلونك ماذا ينفقون } من الصدقة ، { قل ما أنفقتم من خير } من مال ، كقوله سبحانه : { إن ترك خيرا } ( البقرة : 180 ) يعني مالا ، { فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل } ، فهؤلاء موضع نفقة أموالكم ، { وما تفعلوا من خير } من أموالكم ، { فإن الله به عليم } يعني بما أنفقتم عليم .
وأنزل في قول عمرو : يا رسول الله ، كم ننفق من أموالنا ؟ وعلى من ننفق ؟ قول الله عز وجل : { قل العفو } يعني فضل قوتك ، فإن كان الرجل من أصحاب الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق بسائره ، وإن كان من أصحاب الزرع والنخل أمسك ما يكفيه في سنته وتصدق بسائره ، وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه يومه ذلك وتصدق بسائره ، فبين الله عز وجل ما ينفقون في هذه الآية ، فقال : { قل العفو } ، يعني فضل القوت ، { كذلك } يعظكم هكذا { يبين الله لكم الآيات } ، يعني أمر الصدقات ، { لعلكم تتفكرون } ( البقرة : 219 ) ، يقول لكي تتفكروا في أمر الدنيا ، فتقولون : هي دار بلاء ، وهي دار فناء ، ثم تتفكروا في الآخرة فتعرفون فضلها ، فتقولون : هي دار خير ، ودار بقاء ، فتعملون لها في أيام حياتكم ، فهذا التفكر فيهما ، فشق على الناس حين أمرهم أن يتصدقوا بالفضل ، حتى نزلت آية الصدقات في براءة ، فكان لهم الفضل وإن كثر إذا أدوا الزكاة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.