الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ} (215)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { يسألونك ماذا ينفقون . . . } الآية . قال : يوم نزلت هذه الآية لم يكن زكاة ، وهي النفقة ينفقها الرجل على أهله ، والصدقة يتصدق بها فنسختها الزكاة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : سأل المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يضعون أموالهم ؟ فنزلت { يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير . . . } الآية . فذلك النفقة في التطوع ، والزكاة سوى ذلك كله .

وأخرج ابن المنذر عن ابن حبان قال " أن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها ؟ فنزلت { يسألونك ماذا ينفقون . . . } الآية . فهذا مواضع نفقة أموالكم " .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذرعن قتادة قال " همتهم النفقة فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله { ما أنفقتم من خير . . . } الآية " .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { يسألونك ماذا ينفقون } قال : سألوه ما لهم في ذلك ؟ { قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين . . . } الآية . قال : ههنا يا ابن آدم فضع كدحك وسعيك ولا تنفح بها وذاك وتدع ذوي قرابتك وذوي رحمك .

وأخرج الدارمي والبزار وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس قال : ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض ، كلهن في القرآن ، منهن ( يسألونك عن الخمر والميسر ) ( البقرة الآية 219 ) و ( يسألونك عن الشهر الحرام ) ( البقرة الآية 217 ) و ( ويسألونك عن اليتامى ) ( البقرة الآية 220 ) و ( يسألونك عن المحيض ) ( البقرة الآية 222 ) و ( يسألونك عن الأنفال ) ( الأنفال الآية 1 ) و { يسألونك ماذا ينفقون } ما كانوا يسألونك إلا عما كان ينفعهم .