تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (89)

{ ولما جاءهم كتاب من عند الله } ، يعني قرآن محمد صلى الله عليه وسلم ، { مصدق لما معهم } في التوراة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم وقرآنه في التوراة ، نزلت في اليهود ، منهم : أبو رافع ، وابن أبي الحقيق ، وأبو نافع ، وغرار ، { وكانوا من قبل } أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولا { يستفتحون على الذين كفروا } ، نظيرها في الأنفال : { إن تستفتحوا } ( الأنفال : 19 ) يعني : إن تستنصروا بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب : جهينة ، ومزينة ، وبني عذرة ، وأسد ، وغطفان ، ومن يليهم ، كانت اليهود إذا قاتلوهم قالوا : اللهم إنا نسألك باسم النبي الذي نجده في كتابنا تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا ، فينصرون عليهم ، فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم من غير بني إسرائيل كفروا به وهم يعرفونه ، فذلك قوله سبحانه : { فلما جاءهم } محمد { ما عرفوا } أي بما عرفوا من أمره في التوراة ، { كفروا به فلعنة الله على الكافرين } يعني اليهود .