تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (89)

الآية 89 وقوله : ( { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم } فلولا أنهم عرفوا أن هذا الكتاب هو موافق لما معهم من الكتاب غير مخالف له ، لأظهروا{[1097]} الخلاف لو عرفوا ذلك ، ولتكلفوا إطفاء{[1098]} هذا النور ودفعه . فدل سكوتهم عن ذلك وترك اشتغالهم بذلك أنهم عرفوا موافقته لما معهم من التوراة ؛ ففيه آية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

وقوله : { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين } ، { يستفتحون } يستنصرون

{ على الذين كفروا } قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم يقولون : اللهم انصرنا بحق نبيك الذي تبعثه . فلما لم ( يجئهم على هواهم ]{[1099]} ومرادهم كفروا به { فلعنة الله على الكافرين } .


[1097]:- في النسخ الثلاث: وإلا لأظهروا.
[1098]:- في النسخ الثلاث: على إطفاء.
[1099]:- في الأصل و ط ع: بجثهم على هوائهم، في ط م: يجيء على هواهم.