الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (89)

قوله : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّن عِندِ اللَّهِ )( {[2944]} ) الآية [ 88 ] .

جواب " لما " محذوف ، كأنه( {[2945]} ) قال كفروا ، أو نحوه ، كما قال : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيُسِيئُوا )( {[2946]} ) . أي : خليناكم وإياهم ، فحذف ، ومثله قوله : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ( {[2947]} ) اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ )( {[2948]} ) أي : أعرضوا ، ثم حذف جميعه لعلم السامع ، وهو كثير في القرآن( {[2949]} ) .

والكتاب هنا( {[2950]} ) ؛ القرآن ، أي : يصدق التوراة والإنجيل( {[2951]} ) .

قوله : ( وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ ) الآية [ 88 ] .

قال ابن عباس : " كانت العرب في الجاهلية يمرون على اليهود/ فيؤذونهم ، واليهود يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة فيسألون( {[2952]} ) الله أن يعجل ببعثه فينصروا به على العرب لِما وصل إليهم من أذى( {[2953]} ) العرب/ . فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قد عرفوه وسألوا الله في بعثه كفروا به " ( {[2954]} ) .

وقال مجاهد : " كانوا يقولون : اللهم ابعث لنا هذا النبي يفصل بيننا وبين الناس ، فلما بعث كفروا به " .

وقيل : إنهم( {[2955]} ) كانوا يرغبون إلى الله في النصر عند حروبهم/ بمحمد [ عليه السلام ]( {[2956]} ) ويستشفعون به فينصرون( {[2957]} ) فلما جاءهم بنفسه( {[2958]} ) كفروا به حسداً وبغياً وهم يعلمون أنه رسول . وبمثل هذا القول قال السدي وعطاء وأبو العالية( {[2959]} ) .

وهذا من أدل ما يكون [ على أنهم جحدوا نبوة ]( {[2960]} ) محمد صلى الله عليه وسلم على علم به وصحة أنه نبي مبعوث إلى الخلق حسداً وبغياً .


[2944]:- وهو اختيار الطبري، انظر: جامع البيان 2/329-330.
[2945]:- سقط من ع3.
[2946]:- الإسراء آية 7.
[2947]:- سقط من ع3.
[2948]:- يس آية 44.
[2949]:- انظر: هذا التوجيه في معاني الأخفش 1/136-137 ومشكل الإعراب 1/104 والبيان 1/108.
[2950]:- في ع3: هنا هو.
[2951]:- وهو قول قتادة والربيع. انظر: جامع البيان 2/332.
[2952]:- في ع2: فيسعون. وفي ع3: فيسائلون.
[2953]:- في ق: أدى. وهو تصحيف.
[2954]:- انظر: جامع البيان 2/333، وتفسير ابن كثير 1/124، والدر المنثور 1/216.
[2955]:- سقط من ق.
[2956]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[2957]:- في ع2: وينصرون. وفي ع3: ينصرون.
[2958]:- سقط من ع3.
[2959]:- انظر: أسباب النزول 36، وجامع البيان 2/325.
[2960]:- في ع3: من أنهم جحدوا بنبوة.