تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِذۡ تَمۡشِيٓ أُخۡتُكَ فَتَقُولُ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ مَن يَكۡفُلُهُۥۖ فَرَجَعۡنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَۚ وَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا فَنَجَّيۡنَٰكَ مِنَ ٱلۡغَمِّ وَفَتَنَّـٰكَ فُتُونٗاۚ فَلَبِثۡتَ سِنِينَ فِيٓ أَهۡلِ مَدۡيَنَ ثُمَّ جِئۡتَ عَلَىٰ قَدَرٖ يَٰمُوسَىٰ} (40)

{ إذ تمشي أختك } مريم { فتقول } لآل فرعون : { هل أدلكم على من يكفله } يعنى على من يضمه ويرضعه لكم ، فقالوا : نعم ، فذهبت أخته فجاءت بالأم فقبل ثديها ، فذلك قوله سبحانه : { فرجعناك إلى أمك } يعنى { كي تقر عينها ولا تحزن } عليك { وقتلت } حين بلغ أشده ثماني عشرة سنة { نفسا } بمصر { فنجيناك من الغم } يعنى من القتل ، وكان مغموما مخافة أن يقتل مكان القتيل { وفتناك فتونا } يعنى ابتليناك ببلاء على أثر بلاء ، يعنى بالبلاء النقم منذ يوم ولد إلى أن بعثه الله ، عز وجل ، رسولا { فلبثت سنين } يعنى عشر سنين ، { في أهل مدين } حين كان مع شعيب ، عليهما السلام { ثم جئت على قدر } يعنى ميقات { يا موسى } .