تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسۡلُكۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ مِنۡهُمۡۖ وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ} (27)

{ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك } يقول : اجعل السفينة { بأعيننا ووحينا } كما نأمرك { فإذا جاء أمرنا } يقول عز وجل : فإذا جاء قولنا في نزول العذاب بهم في الدنيا ، يعنى الغرق { وفار } الماء من { التنور } وكان التنور في أقصى مكان من دار نوح ، وهو التنور الذي يخبز فيه ، وكان في الشام بعين وردة ، { فاسلك فيها من كل زوجين اثنين } ذكر وأنثى { وأهلك } فاحملهم معك في السفينة ، ثم استثنى من الأهل { إلا من سبق عليه القول منهم } يعنى من سبقت عليهم كلمة العذاب فكان ابنه وامرأته ممن سبق عليه القول من أهله ، ثم قال تعالى : { ولا تخاطبني } يقول : ولا تراجعني { في الذين ظلموا } يعنى أشركوا { إنهم مغرقون } آية ، يعنى بقوله : ولا تخاطبني . قول نوح عليه السلام لربه عز وجل : { إن ابني من أهلي } [ هود :45 ] يقول الله : ولا تراجعني في ابنك كنعان ، فإنه من الذين ظلموا .