الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسۡلُكۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ مِنۡهُمۡۖ وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ} (27)

ثم قال تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا }[ 27 ] .

أي : فقلنا له حين استنصرنا على كفره قومه : اصنع الفلك بمرأى منا وتعليم لك بما تصنع . { فإذا جاء أمرنا } أي : قضاؤنا في قومك بالعذاب والهلاك . { وفار التنور } قد تقدم في ( هود ){[47378]} ومعنى ( فار التنور ) وقد قال علي بن أبي طالب : ( فار التنور ) من{[47379]} مسجد الكوفة .

وعنه{[47380]} أنه قال : ( فار التنور ) هو تنوير الصبح .

قال الضحاك{[47381]} : كان التنور آية فيما بين الله وبين نوح ، قال له : إذا رأيت الماء قد خرج من التنور فاعلم أن الهلاك والغرق قد أتى قومك{[47382]} .

ثم قال : { فاسلك فيها من كل زوجين اثنين }[ 27 ] .

أي : فادخل في الفلك ، يقال سلكته في كذا وأسكلته{[47383]} أدخلته{[47384]} .

{ من كل زوجين اثنين وأهلك } أي : وأدخل أهلك في الفلك يعني ولده ونساءه . { إلا من سبق عليه القول منهم } أي : لا تحمل من سبق عليه القول{[47385]} من الله أنه هالك مع أهلك{[47386]} يعني ابنه الذي غرق .

ثم قال تعالى : { ولا تخاطبني في الذين ظلموا }[ 27 ] .

أي : لا تسألني في الذين كذبوك أن أنجيهم ، { إنهم مغرقون } أي : قضيت أن أغرق جميعهم .


[47378]:سورة هود آية: 39.
[47379]:من سقطت من ز.
[47380]:انظر: جامع البيان 12/38.
[47381]:انظر: جامع البيان 12/40.
[47382]:ز: قومه.
[47383]:في كذا وأسلكته سقط من ز.
[47384]:انظر: أساس البلاغة: 218 واللسان (سلك)ز
[47385]:ز: القول منهم.
[47386]:ز: مهلك.