تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (28)

قوله سبحانه : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } ، نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره ، كانوا يظهرون المودة لكفار مكة ، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك ، { ومن يفعل ذلك } ، فيتخذونهم أولياء من غير قهر ، { فليس من الله في شيء } ، ثم استثنى تعالى ، فقال : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } ، فيكون بين أظهرهم فيرضيهم بلسانه من المخافة ، وفي قلبه غير ذلك ، ثم خوفهم ، فقال : { ويحذركم الله نفسه } ، يعني عقوبته في ولاية الكفار ، { وإلى الله المصير } في الآخرة ، فيجزيكم بأعمالكم .