تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (28)

الآية : 28 وقوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } يحتمل وجهين : { لا يتخذ } أي لا يكونوا أولياء ، [ وهم ]{[3742]} لهم أعداء كقوله : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } الآية [ المجادلة : 22 ] ويحتمل على النهي أي لا تتخذوهم أولياء كقوله : { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } [ الممتحنة : 1 ] وكقوله : { لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء }

[ المائدة : 51 ] .

وقوله تعالى : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } اختلف فيه : قيل : إلا أن يكون بينكم وبينهم قرابة ورحم ، فيصلون أرحامهم من غير أن يتولوا في دينهم على ما جاء عن علي رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات أبوه أبو طالب : ( إن عمك الضال توفي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اذهب ، فواره ) [ أحمد 1/103 و 130 ] . ويحتمل قوله : { إلا أن تتقوا } على أنفسكم { منهم تقاة } إلا أن تخافوا منهم ، فتظهرون لهم ذلك مخافة الهلاك ، وقلوبكم على غير ذلك . وعن ابن عباس رضي الله عنه ( التقية التكلم باللسان ، والقلب{[3743]} مطمئن بالإيمان ) .

وقوله تعالى : { ويحذركم الله نفسه } قيل : عقوبته ، وقيل : نقمته يقول الرجل لآخر : احذر فلانا ، إنما يريد نقمته وبوائقه . فعلى ذلك قوله :

{ ويحذركم الله نفسه } عقوبته ، وبوائقه تكون من نفسه ، لما{[3744]} يكون ذلك به لا بغيره ، والله أعلم .


[3742]:من م، في الأصل: بل هم.
[3743]:في الأصل وم: وقلب.
[3744]:في الأصل وم: لا.