وقوله تعالى : { لاَّ يَتَّخِذِ المؤمنون الكافرين أَوْلِيَاءَ . . . } [ آل عمران :28 ] . هذا النهْيُ عن الاِتخاذِ ، إِنما هو عن إِظهار اللُّطْفِ للكفَّار ، والميلِ إِليهم ، فأما أنْ يتخذوا بالقَلْب فلا يفعل ذلك مؤمن ، ولفظ الآية عامٌّ في جميع الأعصار ، واختلف في سَبَب نزولها ، فقال ابنُ عَبَّاس : في كَعْبِ بْنِ الأَشْرَف ، وغيره : قد بطنوا بنَفَرٍ من الأنصار ، ليفتنُوهم عن دِينِهِمْ ، فنزلَتْ في ذلك الآيةُ ، وقال قومٌ : نزلَتْ في قصَّة حاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ، وكتابِه إلى أهْل مكَّة ، والآيةُ عامَّة في جميع هذا .
وقوله تعالى : { فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ } معناه : في شيءٍ مَرْضِيٍّ ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ غَشَّنَا ، فَلَيْسَ مِنَّا ) . ثم أباح سبحانه إِظهار اتخاذهم ، بشرط الاِتقاءِ ، فأما إِبطانه فلا يصحُّ أن يتصف به مؤمنٌ في حالٍ .
وقوله تعالى : { وَيُحَذِّرُكُمُ الله . . . } إلى آخر الآية : وعيدٌ ، وتنبيهٌ ، ووعظٌ ، وتذكيرٌ بالآخرة .
وقوله : { نَفْسَهُ } نائبةٌ عن «إيَّاهُ » ، وهذه مخاطبةٌ على معهود ما يفهمه البشَرُ ، والنَّفْسُ في مثْلِ هذا راجعٌ إِلى الذاتِ ، وفي الكلامِ حذْفُ مضافٍ ، لأن التحذير إِنما هو من عقابٍ ، وتنكيلٍ ، ونحوه ، قال ابنُ عَبَّاس ، والحسن : ويحذِّركم اللَّه عقابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.