تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَيَسۡتَفۡتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِۖ قُلِ ٱللَّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِيهِنَّ وَمَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ فِي يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ ٱلَّـٰتِي لَا تُؤۡتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرۡغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلۡوِلۡدَٰنِ وَأَن تَقُومُواْ لِلۡيَتَٰمَىٰ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِۦ عَلِيمٗا} (127)

{ ويستفتونك في النساء } نزلت في سويد وعرفطة ابنى الحارث ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وذلك أنه لما فرض الله عز وجل لأم كحة وبناتها الميراث انطلق سويد وعرفطة وعيينة بن حصن الفزاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن المرأة لا تركب فرسا ولا تجاهد ، وليس عند الولدان الصغار منفعة في شيء ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { ويستفتونك } ، يعني يسألونك عن النساء ، يعني سويدا وصاحبيه ، { قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب } ، يعني ما بين من القسمة في أول هذه السورة ، قال : ويفتيكم { في يتامى النساء } ، يعني بنات أم كحة { اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن } ، يعني ما فرض لهن من أنصبائهن من الميراث في أول السورة .

ثم قال عز وجل : { وترغبون أن تنكحوهن } ، يعني بنات أم كحة ، وكان الرجل

يكون في حجره اليتيمة ولها مال ، ويكون فيها موق ، فيرغب عن تزويجها ، ويمنعها من الأزواج من أجل ما لها رجاء أن تموت فيرثها ، فذلك قوله عز وجل : { وترغبون أن تنكحوهن } لدمامتهن ، { و } يفتيكم في { والمستضعفين من الولدان } أن تعطوهم حقوقهم ، وكانوا لا يورثونهم { و } يفتيكم { وأن تقوموا لليتامى } في الميراث ، { بالقسط } ، يعني بالعدل ، { وما تفعلوا من خير } مما أمرتم به من قسمة المواريث ، { فإن الله كان به عليما } فيجزيكم به .