تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِنِ ٱمۡرَأَةٌ خَافَتۡ مِنۢ بَعۡلِهَا نُشُوزًا أَوۡ إِعۡرَاضٗا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يُصۡلِحَا بَيۡنَهُمَا صُلۡحٗاۚ وَٱلصُّلۡحُ خَيۡرٞۗ وَأُحۡضِرَتِ ٱلۡأَنفُسُ ٱلشُّحَّۚ وَإِن تُحۡسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (128)

{ وإن امرأة } ، واسمها خويلة بنت محمد بن مسلمة { خافت } ، يعني علمت { من بعلها نشوزا } ، يعني زوجها ، { أو إعراضا } عنها لما بها من العلة إلى الأخرى ، نزلت في رافع بن خديج الأنصاري وفي امرأته خويلة بنت محمد بن مسلمة الأنصاري ، وذلك أن رافعا طلقها ثم راجعها وتزوج عليها أشب منها ، وكان يأتي الشابة ما لا يأتي الكبيرة ، يقول : { فلا جناح عليهما } الزوج والمرأة الكبيرة { أن يصلحا بينهما صلحا } أن ترضى المرأة الكبيرة بما له ، على أن يأتي الشابه ما لا يأتي الكبيرة ، يقول : فلا بأس بذلك في القسمة ، فذلك قوله عز وجل : { والصلح خير } من المفارقة ، { وأحضرت الأنفس الشح } ، يعني الحرص على المال ، يعني الكبيرة يرضيها الزوج من بعض ماله ، فتحرص على المال وتدع نصيبها من زوجها ، { وإن تحسنوا } الفعل فلا تفارقها ، { وتتقوا } الميل والجور ، { فإن الله كان بما تعملون خبيرا } في أمرهن من الإحسان والجور .