قوله تعالى : { وَيَسْتَفْتُونَكَ في النساء } أي يسألونك عن ميراث النساء ، نزلت في أم كجة التي ذكرنا في أول السورة { قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ } أي يبين لكم ما لهن من الميراث { وَمَا يتلى عَلَيْكُمْ في الكتاب } أي وكتاب الله يفتيكم بذلك { في يتامى النساء } يعني في ميراث يتامى النساء { اللاتي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ } لا تعطونهن { مَا كُتِبَ لَهُنَّ } أي ما فرض لهن من الميراث { وَتَرْغَبُونَ } أي وتزهدون { أَن تَنكِحُوهُنَّ } لدمامتهن .
وروى معمر عن إبراهيم قال : كان الرجل يكون عنده اليتيمة الدميمة ولها مال ، ويكره أن يزوجها من غيره من أجل مالها . قال إبراهيم : وكان عمر يأمر الرجل إذا كانت عنده اليتيمة الدميمة ولها مال ، أن يتزوجها . وروى عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كانت يتيمة في حجر رجل ، فأراد أن يتزوجها ولم يكمل صداق نصابها ، فأمروا بإكمال الصداق . وقال مجاهد : كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان شيئاً ، ويقولون : لا يغزون ، ففرض الله لهم الميراث وأمر لليتيم بالقسط . ثم قال تعالى : { والمستضعفين } يقول : يسألونك عن ميراث المستضعفين { مِنَ الولدان } ويقال : يفتيكم في المستضعفين من الولدان { وَأَن تَقُومُواْ لليتامى بالقسط } أي بالعدل { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله كَانَ بِهِ عَلِيماً } يجازيكم . وفي هذه الآية دليل على أن ما سوى الأب والجد إذا زوج اليتيمة جاز ، وفيه أنه إذا زوج من نفسه جاز إذا كانت غير ذي رحم محرم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.