ثم اختار من الأديان دين الإسلام ، فقال عز وجل : { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله } ، يعني أخلص دينه لله ، { وهو محسن } في عمله ، { واتبع ملة إبراهيم حنيفا } ، يعني مخلصا ، { واتخذ الله إبراهيم خليلا } ، يعني محبا ، وأنزل الله عز وجل فيهم : { هذان خصمان } ، يعني كفار أهل الكتاب ، { واختصموا } ، يعني ثلاثتهم : المسلمين واليهود والنصارى ، { في ربهم } أنهم أولياء الله ، ثم أخبر بمستقر الكافر ، فقال : { فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار } ( الحج : 19 ) ، يعني جعلت لهم ثياب من نار ، إلى آخر الآية ، ثم أخبر سبحانه بمستقر المؤمنين ، فقال : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار . . . } إلى آخر الآية .
قوله : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } ، والخليل الحبيب ، لأن الله أحبه في كسره الأصنام ، وجداله قومه ، واتخذ الله إبراهيم خليلا قبل ذبح ابنه ، فلما رأته الملائكة حين أمر بذبح ابنه ، أراد المضي على ذلك ، قالت الملائكة : لو أن الله عز وجل اتخذ عبدا حليلا لاتخذ هذا خليلا محبا ، ولا يعلمون أن الله عز وجل اتخذه خليلا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ، رضي الله عنهم : "إن صاحبكم خليل الرحمن" ، يعني نفسه ، فقال المنافقون لليهود : ألا تنظرون إلى محمد يزعم أنه خليل الله ، لقد اجترأ ، فأنزل الله عز وجل : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } ، وإنما إبراهيم عبد من عباده مثل محمد ، واتخذ إبراهيم خليلا حين ألقى في النار ، فذهب حر النيران يومئذ من الأرض كلها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.