تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا} (54)

{ أم يحسدون الناس } ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، { على ما آتاهم الله من فضله } يعني ما أعطاهم من فضله ، وذلك أن اليهود قالوا : انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام ، ما له هم إلا النساء ، يعنون النبي صلى الله عليه وسلم ، فحسدوه على النبوة وعلى كثرة النساء ، ولو كان نبيا ما رغب في النساء ، يقول الله عز وجل : { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة } ، يعني النبوة ، { وآتيناهم ملكا عظيما } ، وكان يوسف منهم على مصر ، وداود وسليمان منهم ، وكان لداود تسعة وتسعون امرأة ، وكان لسليمان ثلاثمائة امرأة حرة ، وسبعمائة سرية ، فكيف تذكرون محمدا في تسع نسوة ، ولا تذكرون داود وسليمان ، عليهما السلام ، فكان هؤلاء أكثر نساء ، وأكثر ملكا من محمد صلى الله عليه وسلم .

ومحمد أيضا من آل إبراهيم ، وكان إبراهيم ، ولوطا ، وإسحاق ، وإسماعيل ، ويعقوب ، عليهم السلام ، يعملون بما في صحف إبراهيم .