تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا} (83)

{ وإذا جاءهم } ، يعني المنافقين ، { أمر من الأمن } ، يعني شيئا من الأمر يسر المؤمنين من الفتح والخير ، قصروا عما جاءهم من الخير .

ثم قال سبحانه : { أو الخوف } ، يعني فإن جاءهم بلاء أو شدة نزلت بالمؤمنين ، { أذاعوا به } ، يعني أفشوه ، فإذا سمع ذلك المسلمون كاد أن يدخلهم الشك ، { ولو ردوه إلى الرسول } حتى يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما كان من الأمر أو ردوه ، { وإلى أولي الأمر منهم } ، يقول : أمراء السرايا ، فيكونون هم الذين يخبرون ويكتبون به ، { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } ، يعني الذين يتبينونه منهم ، يعني الخير على وجهه ، ويحبوا أن يعلموا ذلك فيعلمونه ، ثم قال سبحانه : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } ، يعني ونعمته فعصمكم من قول المنافقين ، { لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } ، نزلت في أناس كانوا يحدثون أنفسهم بالشرك .