تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا} (83)

{ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } قال قتادة : { وإذا جاءهم أمر من الأمن } أي من أن إخوانهم آمنون ظاهرون { أو الخوف } يعني القتل والهزيمة { أذاعوا به } ، أي أفشوه { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } إلى العلم منهم { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } الذين يفحصون عنه ، ويهمهم ذلك ، يقول : إذا كانوا أعلم بموضع الشكر في النصر والأمن ، وأعلم بالمكيدة في الحرب { ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } فضل الله الإسلام ، ورحمته القرآن .

قال يحيى : قوله : { لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } فيه تقديم وتأخير ، يقول لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان [ إلا قليلا ] .

قال محمد : قيل : إن هذه الآية نزلت في جماعة من المنافقين ، وضعفة من المسلمين ، كانوا إذا أعلم النبي عليه السلام أنه ظاهر على قوم ، أو إذا تجمع قوم يخاف من جمع مثلهم ، أذاع ذلك المنافقون ، ليحذر من يحبون أن يحذر من الكفار ، وليقوى قلب من يحبون أن يقوى قلبه ، وكان ضعفة المسلمين يشيعون ذلك معهم من غير علم منهم بالضرر في ذلك ، فقال الله : { ولو ردوه إلى الرسول } الآية .