جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا} (83)

{ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف } مما يوجب أحدهما { أذاعوا به } أفشوه إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتحهم أو هزيمتهم يفشونه قبل أن يحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه مضار كثيرة وهم المنافقون وقيل : ضعفة المؤمنين وأذاع جاء متعديا بنفسه وبالباء { ولو ردّوه } ذلك الخبر { إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } ذوي الرأي من أصحابه أو أمراء السرايا { لعلِمه الذين يستنبطونه منهم } يستخرجونه ويستعملونه من معادنه يعني : لو سكتوا لحصل لهم العلم به من الرسول وأولي الأمر ، ولا ضر فيه أو لو ألقوا ذلك الخبر إليهم لعلمه الذين يستخرجون تدبيره بتجاربهم وأنظارهم على أي وجه يذكر من إفشاء ما فيه المصلحة وكتمانه ، وقد صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد الناس يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه فجاء إليه وسأل عنه فقال عليه الصلاة والسلام : لا فنادى عمر بأعلى صوته : لم يطلق ، ونزلت هذه الآية فقال عمر : أنا الذي استنبطت ذلك الأمر{[1074]} { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } بإرسال الرسل وإنزال الكتب { لاتّبعتم الشيطان إلا قليلا } ممن تفضل عليه بعقله الصائب فاهتدى به كورقة بن نوفل وقيل : إلا اتباعا قليلا نادرا .


[1074]:أخرجه مسلم في (الطلاق)/ باب: بيان أن تخييره امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية (3/679) ط الشعب.